على بعد أيام قليلة من انطلاق أكبر عرس كروي في العالم، والذي يجمع أجود المنتخبات العالمية للتنافس على أغلى كأس يحملها لاعب للكرة، بدأ التوتر يظهر جلياً على المهتمين باللعبة، والشغوفين بمتابعة نهائيات كأس العالم بالبرازيل، بسبب احتكار حقوق نقل التظاهرة من قبل "غول" إعلامي، في المنطقة العربية على الأقل اسمه شبكة قنوات beIN SPORTS القطرية، التي تحتكر نقل مونديال البرازيل، حصريا، لمنطقة الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا.
الرياضة الشعبية في العالم "ربما" ستفقد قريباً شعبيتها، لكونها لم تعد تصل إلى الطبقات الشعبية والفئات الفقيرة من المجتمع، إذ بدأ المال يطغى على كل تحركاتها، حارمة فئة واسعة من المغاربة من متابعة تفاصيل هذا الحدث الرياضي.
الإعلام المغربي بدوره سيغيب عن تغطية هذا الحدث العالمي، كما غاب عنه المنتخب الوطني، مكتفين بمتابعة الحدث وهو يمر مرور الكرام، دون بذل أدنى جهد لاقتناء حقوق بعض المباريات، التي من شأنها أن تخفف على المتتبع المغربي صعوبة مشاهدة "المونديال".
حسن فاتح: المال حَوَّل كرة القدم إلى لُعبة للأغنياء
قال حسن فاتح، الصحفي الرياضي بالقناة الثانية، إن أكبر متضرر من احتكار بعض القنوات حقوق بث كأس العالم الذي ينطلق بعد أيام، هي الطبقة الفقيرة، "التي تحب لعبة كرة القدم أكثر من أي طبقة اجتماعية أخرى، باعتبار كرة القدم الرياضة الأكثر انتشاراً في المغرب، ومع انطلاق سياسة الدفع من أجل المشاهدة، أكيد أن شعبيتها ستتراجع عاجلاً أم آجلاً".
فاتح أضاف أنه من الصعب دفع مبلغ يعتبر ضخماً للطبقة الفقيرة من أجل متابعة حدث كروي لن يستمر لأكثر من شهر، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن مالكي حقوق البث يمنعون أي قناة أخرى من بث حتى لقطات للأهداف أو مشاهد من المباريات، ما يجعل مواكبة هذا الحدث إعلامياً مسألة جد صعبة، رافضاً في الوقت نفسه تدخل الدولة لشراء حقوق بث بعض المباريات من الشركة مالكة الحقوق لارتفاع المقابل المادي، ولكون القنوات المغربية لن تستفيد من نقل المباريات أرضياً.
شيبو: على الدولة بَذل مجهود لتقريب المونديال من "الشَّعب"
من جانبه اعتبر يوسف شيبو، الدولي المغربي السابق ومحلل قنوات "بي إن سبورت"، أن تطور لعبة كرة القدم وتغير السياسات التسويقية، يُحتِّم على الدولة التأقلم مع هذا التطور وشراء حقوق بث بعض مباريات المونديال، من أجل تقريب هذا الحدث المهم من المتتبع المغربي، المعروف بشغفه بهذه الرياضة.
شيبو اعتبر أن سياسة الاحتكار التي تنهجها بعض القنوات العالمية بات أمراً معمولاً به، وعليه وجب على أي قناة أو بلد يرغب في تقريب حدث ما للمشاهدين، أن يشتري أولا حقوق البث، معترفاً في الوقت نفسه بأن المتضرر الأول في الغالب تكون هو الفئات الفقيرة.
عزيز رباك: الرِّبح المادي قَتل الكرة.. وحُبَّها في قُلوب الفقراء
الصحافي الرياضي بالقناة الأولى اعتبر بدوره الطريقة التي باتت تسوق بها بعض التظاهرات العالمية "مجحفة" في حق شريحة كبيرة من عشاق اللعبة، مضيفاً أن أن شعبيتها ستتراجع، وأن حبها في قلوب الكثيرين سيبدأ بالتلاشي شيئاً فشيئاً.
المعلق الرياضي، أشار إلى أنه كان من الواجب على الدولة شراء حقوق بعض المباريات من مونديال البرازيل، من أجل تخفيف وطأة الحرمان عند الكثير من المغاربة الذين لن يستطيعوا متابعة كأس العالم، "رغم أن جلهم لن يستسلم وسيظل يكافح لإيجاد قناة مناسبة على أحد الأقمار الأوروبية"، يضيف رباك.
إرسال تعليق